رفضت أجهزة الأمن، عقد المؤتمر الصحفي للجنة الدفاع عن الدكتور سعد الدين إبراهيم، الناشط السياسي وعالم الاجتماع البارز بمقر النادي النهري للمحامين بالمعادى، أو بمقر نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، واضطرت اللجنة إلى نقل مقر انعقاد المؤتمر إلى مركز بن خلدون بالمقطم. وأعلن شادي طلعت المحامى ورئيس اتحاد المحامين الليبراليين في المؤتمر الذي عقد أمس الأول، إن الأمن رفض السماح لمنتصر الزيات رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين من الحضور، وهو موقف أثار دهشته، واعتبره سابقة أن يتم منع محاميا من الدفاع عن موكله، مشيرا إلى أنه تولى الدفع عن متهمين بقتل الرئيس أنور السادات ورغم ذلك لم يتم منعه أو منع أي محام آخر.لكنه أكد التمسك بوجود الزيات ضمن اللجنة التي تتألف من محامين ينتمون لتيارات مختلفة، ومنهم مجدي عبد الحكيم عن الجماعات الإسلامية، وعلى سلمان وصبري راشد عن التيار الناصري وحمدي الأسيوطي "التجمع"، وعبد الفتاح مصطفى وأشرف الضاضه عن المراكز الحقوقية، بالإضافة لجمال عيد رئيس الشبكة العربية لحقوق الإنسان، والمستشار مرسى الشيخ عضوا مجلس أمناء مركز ابن خلدون.ورفض طلعت الإعلان عن باقي أسماء أعضاء هيئة الدفاع الذين قال إنهم سيكونون مفاجأة غير متوقعه، مؤكدا أن الحكم يشوبه أخطاء خطيرة، وأن أي محام صغير يستطيع أن يربح القضية في الاستئناف.وكانت المحكمة أعلنت في حيثيات حكمها، إنها انتهت إلى ثبوت التهم الموجهة إلى إبراهيم استنادا إلى تقرير وزارة الخارجية السابق وروده إلى المحكمة بهذا الصدد، وأشارت إلى أنه تأكد لديها أنه قد طلب من الإدارة الأمريكية ربط برنامج المساعدات السنوية المقدمة إلى مصر بتحقيق تقدم في مجرى الإصلاح السياسي.من ناحيته، قال المستشار مرسي الشيخ إنه كقاض سابق يرى أن كل الأسباب التي سجلت في الحكم تؤدى إلى البراءة، وليس إلى الحكم بالسجن سنتين، متوقعا النطق بالبراءة عن الرجل الذي وصفه بـ "المدافع عن مصر" في جلسة الاستئناف المقررة في أكتوبر القادم. وندد كمال بولس رئيس الرواق الجديد بالمركز بصدور حكم غيابي بسجن إبراهيم، قائلا "إنه حكم بسجن مصر كلها. هل يسجن إبراهيم الذي أحدث حالة حراك سياسية كبيرة في الفترة الأخيرة. المفروض أن تكرمه الدولة بدلا من حبسه".وتساءل بولس: "هل أغرق إبراهيم 1034 مواطنا مصريا في عبارة، أو تاجر في أكياس الدم الملوثة، أو قضى على الحياة السياسية في مصر وسجن الرجل الشجاع أيمن نور والأمثلة أكثر من الحصر".وحث بولس، المصريين على الانتفاضة والدفاع عن إبراهيم الذي كرس حياته دفاعا عن المواطن المطحون وحرياته ورفع مستوى الرفاهية له، على حد قوله. وقال إنه يتابع من خلال المكتب الإعلامي للمركز ما يكتب عن إبراهيم وأن الإحصائيات قالت إنه من بين كل عشر كتابات يوجد تسعة يدافعون عنه.يذكر أن إبراهيم الذي يتواجد خارج مصر منذ فترة بسبب خشيته من الاعتقال، وهو يعيش حاليا متنقلا بين قطر الأمارات والولايات المتحدة وأسبانيا وتركيا. وكان قد قضى حوالي 10 شهور في السجن، بعدما حكمت عليه محكمة مصرية بتهم مماثلة في العام 2001 قبل أن يُلغى الحكم من محكمة النقض، وإثر تهديدات أمريكية في ذلك الوقت بالتوقف عن تقديم المعونة السنوية لمصر.