كان شعارنا في كفرالشيخ «الإفراج عن سارة وأمنية أو الموت».. ورسالتنا لأمن الدولة كانت «اعتقال البنات خط أحمر»شمس الفخاخري: قيدونا بالكلابشات من الخلف وتولي 5 أمناء شرطة ضرب كل واحد منا.. والضابط صرخ فينا: عايزين تقطعوا عيشنا؟كتب: أحمد عبدالجواد كفر الشيخ: محمد فتحيأخلت نيابة بندر كفر الشيخ الجزئية، سبيل شباب «حركة 6 أبريل» الذين ألقي القبض عليهم علي خلفية حبس «سارة رزق» و«أمنية طه »عضوتي الحركة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول.وخرج الشباب في الحادية عشرة والنصف واحدا تلو الآخر يشيرون بأيديهم بعلامة النصر، ثم تعانقوا، وجلسوا علي مقهي أمام قسم الشرطة، وأجروا عددا من الاتصالات الهاتفية بزملائهم وأهاليهم.وقال محمد يوسف سلامة، عضو اتحاد المحامين الليبراليين بكفر الشيخ، إن الأمن المصاحب للشباب منعهم من الحديث مع الشباب قبل مثولهم أمام النيابة ومنعهم من حضور عرضهم علي الطب الشرعي.والتقت «البديل» الشباب المفرج عنهم عقب خروجهم من قسم بندر كفرالشيخ، وهم: شمس الفخاخري ومحمد عواد ومدحت شاكر وعمرو أبوالعينين وأحمد النديم ونورالدين حمدي. وأكد شمس عوض الفخاخري، عضو حركة 6 أبريل من الإسكندرية، أن القبض علي «سارة وأمنية» أدي لتغيير حساباتهم يوم الإضراب مطلقا، وقال: «وجدنا أنفسنا مندفعين لكفرالشيخ، دفاعا عن خطنا الأحمر وهو اعتقال البنات حتي لو كان ثمن ذلك هو اعتقال المجموعة كلها».وحكي الفخاخري ما حدث يوم القبض علي المجموعة فقال: «بعد القبض علي الفتاتين قضينا ليلتنا معتصمين أمام مكتب المحامي العام الأول لنيابات كفرالشيخ، وفي الصباح كان يملؤنا الأمل أن يتم إخلاء سبيل البنتين، إلا أن قرار النيابة بالحبس 15 يوما فاجأنا جميعا، وتولد لدينا شعور بالغضب والقهر والإهانة، وقررنا ألا تبيت البنتان في الحبس وكنا نهتف: «يا تعتقلونا يا تفرجوا عنهم»، وكان الصدق الذي هتفت به المظاهرة كلها من أعلي المحكمة إلي الميدان الذي يوجد به مقر أمن الدولة يعني شيئا واحدا أننا لن نخرج من كفرالشيخ إلا بعد خروج البنتين.وقال الفخاخري إن عنف الشرطة بدأ من لحظة القبض علي المجموعة، وقال: «كان الأمن يضربنا بالعصي الكهربائية، وسحل بعضا منا علي الأرض، وبعد ترحيلنا إلي سجن الترحيلات قيدونا بالكلابشات من الخلف واحتجزونا كل أربعة في غرفة متر في متر ونصف، بلا دورة مياه، وكانوا يخرجونا للعرض علي الضباط، الذين كانوا يلتقطون الواحد منا مقيدا من الخلف باللكم والركل ويجبرونا علي الوقوف أمام الحائط، ويتولي خمسة ضرب كل واحد منا».وأضاف الفخاخري: الغريب أن غضب الضباط كله كان بسبب هتافنا ضد الرئيس مبارك، وقال أحدهم «إنتوا عايزين تقطعوا عيشنا».. وقال سجن ترحيلات كفرالشيخ أشبه بجوانتانامو مصر»وكشف الفخاخري أنهم، بصدد رفع دعوي ضد عدد من الضباط في كفر الشيخ، هم اللواء عفيفي النجار، رئيس المباحث الجنائية بمديرية أمن كفرالشيخ، والعقيد علاء، في الترحيلات، والنقيبان ضياء العابدي ومحمد خميس، من أمن الدولة، وأحمد السكران، رئيس مباحث قسم أول كفرالشيخ، ومحمد القاضي، رئيس قسم ثاني كفر الشيخ، وقال إن النيابة قررت عرضهم علي الطب الشرعي الذي أثبت «الإصابات». وقال عمرو أبوالعنين، عضو «6 أبريل» إن شعوره بالفخر كان هو المكسب الأهم الذي حصل عليه بعد يومين من احتجازه في أمن الدولة، وأيضا إحساسه بالقوة.وأضاف عمرو أنه كان قبل «6 أبريل» بأسبوعين قد قرر اعتزال العمل السياسي، لكن عندما سمع عن اعتقال «سارة وأمنية» أحس بالعار ـ حسب قوله ـ وتابع: قررت الذهاب مع زملائي لكفرالشيخ، وعدم العودة إلا بعد خروج «سارة وأمنية».وقال عمرو إنه شعر بالفخر بعد سماعه خبر الإفراج عن زميلتيه، وأضاف: «أحسست بأن سجني كان السبب في خروجهما، وأشكر العقيد علاء، رئيس الترحيلات، لأنه كلما كان يضربني علي رأسي كنت أشعر بالفخر أكثر، وأنني أقوي منه ومن النظام بأكمله لأنه خائف منا كمجموعة شباب، وزادت ثقتي أننا علي حق».واعتبر محمد عواد، عضو الحركة، أن الرسالة الأهم للإضراب كانت موجهة إلي رأس النظام الحاكم، بأن حركة الاحتجاج يقودها شباب من الذين ولدوا في عهده، وكبروا في فترات رئاسته المتتالية للجمهورية، وقال: لم نعد نكتفي بالحلم، بل بدأنا نسعي لتحقيقه بإصرار.وقال عواد: استغربت جدا عندما أصر ضابط برتبة عقيد ـ اسمه علاء ـ علي ضربي أنا فقط قبل ذهابي للنيابة، وقال لي: «أوعي تهتف في المحكمة أنت راجع لي تاني»، وبعد عودتنا للنيابة قام هذا الضابط بتقييدنا من الخلف واستمررنا علي هذا الوضع بدون طعام أو زيارات محامين أو بطاطين. ويري مدحت شاكر، عضو حركة 6 أبريل، أن الإضراب «نجح» بفضل «تعاون وزارة الداخلية»، التي أدت دورها بنجاح في نشر الدعوة للاحتجاج ـ حسب قوله.وقال: عندما توجهنا لكفرالشيخ، كنت مصمما علي التظاهر حتي الإفراج عن الزميلتين «سارة وأمنية»، وكنا واثقين من قرارنا «الإفراج عن البنات أو الموت».وأضاف شاكر: «شعرت برهبة في اقتحام الغرفة التي تم فيها استجواب «سارة وأمنية»، ولفت نظري كذلك تعاطف الناس وهتافهم معنا، والأهم كان مشهد عساكر من الشرطة يجرون أمامنا».وقال شاكر إن ضباطا من الداخلية ضربوه بشومة علي رأسه وعلي العمود الفقري، وأضاف: «حتي الآن لا أستطيع السير بشكل طبيعي». «6 أبريل بدأ يوم 4 أبريل».. هكذا يري نور الدين حمدي، بعد الإفراج عنه من مقر أمن الدولة في كفرالشيخ، وتحديدا لحظة تفاعل الناس مع زملائه أعضاء الحركة الذين توجهوا في مسيرة لتسليم أنفسهم بعد معرفتهم بخبر استمرار حبس سارة وأمنية 15يوما.ونفي حمدي أن تكون قد حدثت بينهم وبين الأمن أي مفاوضات، وقال: نحن كنا قررنا الذهاب لكفرالشيخ بعد ترحيل «سارة وأمنية» للسجن دون اطلاع المحامين، ونظمنا مسيرة من مجمع المحاكم إلي مركز كفرالشيخ للمطالبة بالإفراج عن البنين، واعتصمنا في اليوم الثاني أمام مجمع المحاكم حتي صباح اليوم الثالث، ورفضنا أي مفاوضات مع الأمن الذي كان يعدنا بإخلاء سبيل سارة وأمنية، وبعد علمنا بقرار حبسهما 15 يوم قررنا تسليم أنفسنا لأمن الدولة.وتابع: كنا متوجهين في مسيرة، نردد هتافات ساخنة، فوجدنا مشاركة من أهالي كفرالشيخ في المظاهرة، وحينها بدأ ضربنا مباشرة، ثم ألقوا القبض علينا، وفي مقر أمن الدولة شاهدت الضابط يستخرج سلاحا أبيض من مكتبه ويأمر أمين الشرطة بتحريزها لـ«كريم الواد بتاع المحلة» بنص تعبير الضابط، ثم اعتدوا علي محمد حماسة، وأحمد النديم وكريم سليم، بشكل مفرط، وأدخلونا مقيدين إلي 4 زنازين كل واحدة منهما 4 في 6 قدم بدون فرش أو طعام، وعندما اعترضنا، استمر الاعتداء علينا حتي منتصف الليل وطول فترة تواجدنا بالحبس