د/ رفعت لقوشة : “اذا ابتعدت الليبرالية عن الايدولوجية بعدت عن الخلافات “
خاص : تشبيك
افتتح مساء اليوم اتحاد المحامين الليبراليين ومؤسسة فريدريش ناومان سلسلة ندوات الليبرالية والتى اشار شادى طلعت فى كلمته الافتتاحية الى ان هذه السلسلة من الندوات تعتبر الية جديدة لنشر الليبرالية فى مصر وتحقيق اهدافها من خلال الوصول للمواطن البسيط ، وهو عكس طبيعة الليبراليين الذين يختلفون دائما معا ويطرحون اراءهم بعيدا عن العامة والدليل الخلاف بين الاحزاب الليبرالية فى مصر مثل الوفد وباقى الاحزاب الليبرالية ، ولذا نطرح سلسة الليبرالية واسباب الازمة والعلاقات الليبرالية
وطرح رؤية لحل هذه الازمة
بداية استعرض سعيد عبد الحافظ رئيس مركز ملتقى الحوار التجربة الحزبية فى مصر وعلاقة ذلك بالعمل السياسى والليبرالية ، والتى تبناها حزب الوفد من خلال العائلات الوفدية ، وما حدث من تجميد للاحزاب وعودة عمل الوفد فى 1984 ، و ما قام به فؤاد سراج الدين فى تجديد دماء الحزب بعد ان شاخ القائمون عليه فضم الاكاديميون مثل الدكتور نعمان جمعه ، واعتمد سراج الدين على الشباب حتى يقوموا بمواكبة التطورات الليبرالية وتسيير العمل فى مواجهة العائلات الوفدية ، خاصة فى ظل الاداء الكلاسيكى ونظرية الانتقام من كل ما هو ناصرى ، فولى فؤاد سراج الدين نعمان جمعه الحزب فى 2000 فى مواجهة عائلات الوفد وعلى راسهم ياسين سراج الدين ، و فى 2001 ازداد طموح البعض ومنهم دكتور ايمن نور و ما حدث من صدام مع محمد فريد حسنيين و ما نتج من تحويل نور للجنة القيم وتم فصله من الحزب ، وبدوره حاول الدخول فى احزاب اخرى ولكنه استقر على تاسيس حزب الغد ، و منذ هذا الوقت لا يوجد اى علاقات بين الوفد و الغد ، و اعتماد نور على جذب بعض القيادات والشباب الى حزب الغد ، والذى برره الوفد بان الحكومة منحته ذلك لايجاد توازان بين الاحزاب الليبرالية فى ظل الانتخابات الرئاسية وقتها ، كذلك تواجد التناقضات التى يقوم بها ايمن نور وقتها ، والدليل لم يتعرض ايا من جريدة الوفد او الغد للاخر ، وقام الغد بالتواصل مع الحركات الاجتماعية والشعبية ، بل وانشغل كل حزب بمشاكله الداخلية التى وصلت الى ساحات المحاكم
ويستطرد عبد الحافظ قائلا :” ان هذا ما يؤكد على ان العلاقات الليبرالية هى علاقات شخصية وليس علاقات ليبرالية سياسية ، فالخلاف بين الوفد والغد لم يدعى الوفد يدافع عن ازمة نور والغد من باب انه حزب ليبرالى ، وعلى النقيض عندما قام حزب الجبهة الديمقراطية حيث ان العلاقات بينهما شخصية حيث يرتبط محمود اباظة ، واسامة الغزالى حرب علاقات شخصية وقوية
كل حزب من هذه الاحزاب لديه ازمة داخلية سواء صراعات او عضوية او جبهات مختلفة ، و لكنها اجتمعت فى التخلى عن دورها الطبيعى فى نشر الليبرالية والاحتكاك مع المواطنيين
واستعرض عبد الحافظ الصراعات الشبابية فى حزب الوفد و رد فعل الدكتور نعمان جمعه و هو ما يؤكد على ان التيارات الليبرالية هى تيارات وعلاقات شخصية شخصية وليست ليبرالية ، وهو ما يعد غير مهنى عند الرجوع الى موقف المجتمع المدنى الذى يراسه الليبراليين ،
وعلى احزاب الوفد والجبهة والغد ان ينحوا الخلافات الشخصية جنبا حتى يعملوا من اجل ليبرالية حقيقية فى مصر والتعامل بموضوعية مع نشر ثقافة الليبرالية فى الشارع المصرى وتجاوز الاخطاء التاريخية وذلك بطرح رؤية حقيقية بعيدة عن هذه الخلافات والنظرة الضيقة وسد الفجوة بين الغرب ومصر فيما يتعلق بالليبرالية لما يناسب فكر المواطن البسيط
ثم تناول الدكتور رفعت لقوشة استاذ الاقتصاد بجامعة الاسكندرية الحلول للازمة والتى يرى أن الخلافات هى طبيعة الاشياء والتحول النوعى هو اشد خطورة على الليبرالية خاصة اذا تحول الى ايدلوجى ، والتى تدعو الى التشدد ضد الليبرالية حيث يحتكر حق التعبير عنها ولا يعود هناك خلاف بل صراعات انشقاقية ، وهو ما يدعو ان نبعد الليبرالية عن الايدولوجية وعلى الليبرالين ان يقروا بذلك ، فنبرة الايدلوجية تفتح الباب لمؤسسات تزايد عن الاخرين للمناداة بشرعية التواجد فى مسرح الحدث ، فالاصوات العالية تفتح الباب الى تعميق الخلافات
الحديث عن كل ما هو شخصى يفتح الباب الى خلافات لتواجد مراكز توجيه من خلال الحشد والدعم اى الصراع على الموارد ايا كانت ، ثم يصبح المضمار ساحة للصراع والخلاف ، كل مركز يستطيع ان ينقلب فى اى وقت وهو ما يسبب توجيه الاتهامات من قبل المتنافسين وان كل طرف لديه اجندة ، فيقد كل طرف رصيد الثقة فيصعب ايجاد حل ، ثم تقوم مراكز التوجيه فى افتعال الصراعات والخلافات والتى تصبح مطلوبة لذاتها واستثمارها ، وعلى التيار الليبرالى ان يتخلص من مراكز التوجيه ويتحرر منها والتى لابد ان تقود الى خلافات وهذا ليس فى التيار الليبرالى فقط بل كل التيارات السياسية المختلفة