تفاصيل ورشة عمل "دور الإعلام الجديد في إنماء الديمقراطية"


لا ينكر أحدا منا تصاعد الحديث مؤخرا عن الدور الذي لعبته تكنولوجيا الاتصالات في نشر المناخ الديمقراطي من خلال ما يسميه البعض "الديمقراطية الرقمية" والتي تعني خلق فضاء واسع من الحركة يتيح ممارسة ديمقراطية فعلية عبر أليات وأداوت حديثة التي يطلق عليها حاليا مصطلح الإعلام الجديد الذي أتاح للجميع ممارسة ديمقراطية فورية بأشكال لم تكن موجودة وبشفافية وسهولة ويسر، فمن أجل عالم واحد ومن أجل نشر الديمقراطية بالشرق الأوسط بأكمله أقامت أمس مؤسسة عالم واحد لرعاية المجتمع المدني بالتعاون مع مؤسسة كونراد اديناور الألمانية ورشة عمل حول " تأثير الإعلام الجديد على الممارسة الديمقراطية في الشرق الأوسط" بفندق بيراميزا الدقي.

في البداية إفتتح الجلسة المدير التنفيذي لمؤسسة عالم واحد ماجد سرور الذي رحب بالجميع كما تحدث أيضا حسين الزنيني ممثل مؤسسة كونراد أديناور مرحبا أيضا بالجميع.

قسمت الورشة بعد ذلك إلى ثلاث جلسات متنوعة، وستناول كل جلسة على حده بتفاصيلها وكواليسها.

الجلسة الأولى بعنوان " الإعلام الجديد ومفهوم التدفق الحر للمعلومات و حرية الاتصال"

متحدثي الجلسة:

سعيد عبد الحافظ رئيس ملتقى الحوار للتنمية.
د. عمرو الشوبكى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.
محمود على رئيس الجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطي

محاور الجلسة:

- مدى تأثر العملية السياسية بالإعلام الجديد.
- مدى أدراك السياسيين والمؤسسات السياسية لإمكانيات تقنيات الإعلام الجديد في التحولات الديمقراطية .

سعيد عبد الحافظ : أولا أحب أن أعرف ماهو الإعلام الجديد للسادة الحاضرين وهو دمج أدوات الإعلام القديمة مع الرقمية وشبكة المعلومات العالمية مما يسهل عملة نشر المعلومات والأخبار بسرعة فائقة ويوفر عملية تفاعلية بين المرسل والمستقبل.

أما بالنسبة للتدفق الحر فهو أن المعلومات لم تعد مقصورة على المراسلين والصحفيين فقط وأصبح بإمكان أي شخص عادي أن ينشر الأخبار والمعلومات ويمررها للأخرين مرفقا الصور ومقاطع الفيديو المناسبة، وفي ظل الطفرة التكنولوجية أصبح بالإمكان نشر الأخبار والمعلومات في دقائق معدودة لكل الأشخاص في مختلف البلدان.

وأضاف: لقد تبنيت وجهة النظر التي تقول أن الإعلام الجديد ليس له علاقة بالإعلام القديم مثل العلاقة بين الثورة الصناعية الألى والثانية والثالثة، فهي علاقة تكملية، فنهاك مقدمات وإرهاصات لظهور الإعلام الجديد، ولنأخذ مثال على ذلك ما حدث في سجن أبو غريب،فالذي نقل كل شيء هي المدونات وأجهزة الإعلام الحديثة.
وفضيحة الرئيس كلينتون ومونيكا والذي نشرها أحد نوابه عن طريق مدونته الشخصية.

محمود علي : بدأت وسائل الإعلام الحديثة وبمعنى أدق الوسائل التكنولوجية تساهم بشكل كبير في نشر الديمقراطية وهي القدرة على المشاركة بشكل وساع من غير رقابة، ولكن في مصر حاليا مازالنا محكومين بقانون الطوارئ ومازالت بعض القوانين تطبق علينا بشكل غير مفهوم، ومن هذا الإطار تأتي قدرة الأحزاب على الإستفادة بهذه الوسائل لأنها لديها السهولة في الإنتشار.

ومن أهم التجارب التي تعكس إهتمام ووعي الأحزاب بأهمية إستخدام الإعلام الجديد في التواصل مع المواطنين هي تجربة حزب الغد الذي يعد أول الأحزاب المصرية إهتماما وإستخداما لتقنيات الإعلام الجديد حيث أسس الحزب إذاعة إلكترونية على الإنترنت كما إستخدم مرشحه أيمن نور في حملاته بإتخابات الرئاسة عام 2005 رسائل SMS كما كان يدعو المواطنين بالمحافظات بدعوة على الفيس بوك كما إستخد م نور الإنترنت بقوة فور خروجه من السجن ليعيد شعبيته مرة أخرى.

ولحزب الجبهة أيضا تجربة جيدة في مجال استخدام الإعلام الجديد حيث إنتشر اعضاءه على الفيس بوك بشكل كبير جدا.

ويبقى الأمل في تعاظم قدرة المؤسسات السياسية على استخدام تقنيات الإعلام الجديد بصورة أكبر في مصر.

دكتور / عمرو الشبكي : الإعلام الحديث هو واقع بالفعل وحقيقة منذ البداية وليس عالم خيالي كما يتصور البعض، ففي كثير من المجتمعات الديمقراطية يتم توظيف تللك الأدوات الحديثة حتى يتم الإستفادة منها بشكل موسع، فنتذكر تجربة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإستخدام وسائل الإعلام الحديث في حملته الذي إكتسح بها الإنتخابات الامريكية، حيث إعتمد على الشباب في نشر برنامجه وأفكاره.

وفي مصر كان للإعلام الحديث دور في ظهور أول إضراب منذ عام 2005 وهو إضراب 6 أبريل وكان أساسه تبدائل الرسائل الإلكترونية على الإنترنت.

وفي الفترة القادمة لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من القيود الصارمة على وسائل الإنترنت.

الجلسة الثانية : "تأثير الإعلام الجديد على الممارسة الديمقراطية في بعض مناطق الشرق الأوسط ( السودان- إيران)"

متحدثي الجلسة :

محمد محيى رئيس جمعية التنمية الإنسانية.
أحمد سميح مدير مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف.
شادي طلعت رئيس اتحاد المحاميين الليبراليين.

محاور الجلسة :

- تأثير الإعلام الجديد على الممارسة الديمقراطية في السودان.
- تأثير الإعلام الجديد على الممارسة الديمقراطية في إيران.
- دور الإعلام الجديد في التعبئة السياسية.

شادي طلعت : في البداية لو تحدثنا عن دور الإعلام الجديد في التعبئة السياسية سنجد أن الإعلام الجديد بدأ يتفاعل معه الناس منذ عام 2005 بالتحديد وبدأت الحركات السياسية المعارضة تظهر بعدها، ولكن اتجهت الدولة لحشد كافة أجهزة الإعلام، وقامت المعارضة باللجوء للإعلام الجديد مثل حزب الغد.

فالإعلام الجديد قادر على التعبئة السياسية ولكن في مصر لم يتحقق ذلك لأن لو تحقق ذلك كان نتج عنه ذهاب المواطنون لصناديق الإقتراع في عام 2005 ليغيروا رئيسهم، فالمواطنون ظلوا في بيوتهم، ولكن برغم ذلك نجح الإعلام الجديد في التعبير عن الرفض فقط وخاصة ما نشاهده في بعض المظاهرات والاعتصامات.

أما بالنسبة للإشكاليات التي تواجه الإعلام الجديد فهو عدم تخصص هؤلاء المدنون فهم في حالة تشعب وليس تخصص، ولم يتم كتابة الأخبار بشكل صحفي سليم، أغلب المدونين يحصلون على صورهم الخاصة بموضوعاتهم من على مواقع الإنترنت.

محمد محيى: لعب الإعلام الجديد بما له من وسائل وتقنيات متععدة دورا مهما في رصد الأحداث داخل السودان وإلقاء الضوء على قضايا لم يكن من الميسور الوصل إلى عرضها ورصدها لولا هذا النوع الجديد من الإعلام بقدراته الفائقة وتتدخل في قضايا هامة بالسودان منها:

ربط مثقفي الخارج بقضايا الداخل.
قضية دارفور.
محاكمة الرئيس البشير.
قضية الصحفية لبنى حسين.
الإنتخابات السودانية.

وربط الإنترنت السودانيين بالخارج بقضايا الداخل وامكن للسودانين بالخارج من التواصل مع الداخل السوداني بقوة من خلال نشر مقالات ودراسات عن أوضاع الداخل ولعبوا ولازالو دورا كبيرا في تحريك ودفع عجلة الديمقراطية نحو الإصلاح المنشود.

أما محاكمة الرئيس البشير فكانت قضية ملاحقة وأثارت معركة فكرية كبرى ومناظرات عظمي على المنتديات وعلى صفحات الإنترنت بين مؤيد ومعارض ومتردد، فشارك فيها كل الأطياف السياسية بالسودان داخليا وخارجيا، ولعب الإعلام الجديد الدور الأكبر حيث كان الخطاب فيه خطاب المجتمع الدولي الخارجي وخطابات الحشد والتأييد على المستوى الداخلي.
ومن أهم القضايا أيضا قضية الصحفية لبنى حسين، والتي تناولتها المدونات السودانية وأفردت لها وسائل الإعلام الجديد مساحات من الإهتمام والبحث في ظل إهتمام متزايد البعض جعلها رمزا للنضال للمرأة السودانية ضد القواعد المتشددة للحكم الإسلامي ونجح الإعلام الجديد في نقل القضية إلى قضية عاليمة.

أحمد سميح : قبل أن أتحدث عن تجربة إيران ودور الإعلام الجديد في الإنتخابات الإيرانية أريد أن أتحدث عن بضع النقاط وهي مراقبة الحكومة للوسائل الإتصالية فيعلم البعض أن الحكومة حين تريد فرض سيطرتها على شيء إتصالي أثناء حدوث إنقلابات أو ما شابه ذلك، فتقوم الدولة بقطع خطوط التليفون الأرضي والمحمول وقطع الإنترنت بكل سهولة مثل ما تقطع الكهرباء تماما، وهذا ما يطبق في إيران أو أشبه لذلك

فاصل

إختلف مع سميح الكثير من الحاضرين خاصة في هذه النقطة، فعلق أحد الحاضرين على قطع الحكومات لأجهزة الإتصال نافيا ذلك ووصفه بالمستحيل وهو صحفي يدري ذلك على حد قوله.

ولكن علق أخر متفقا مع سميح وأكد على ذلك بأن سيارت الخزانة البنكية المتحركة مثل "سبيد وأمانكو" لم تكن سيارت بنكية ولكن هي مشوش للإتصال في أمكان ما وقادرة على توقيف إشارة لمحمول في مكان مرورها.

وعلق أخر على مصطلح الإعلام الجديد وقال أنه من الصحيح عدم تسيمته بالإعلام الجديد بل يطلق عليه الإعلام الموازي أي ذلك في طريق والأخر في طريق.

نعود لكلام أحمد سميح مرة أخرى

قبل أن نتحدث عن كيفية تغلب الإيرانيين على هذا الرقابة أود أن تعرفوا بعض الفوارق بين مصر وإيران، إنظروا معي دقائق لنرى الفوارق:

حجم سكان مصر 81.527 مليون نسمة أما إيران 73.311 مليون نسمة.

الدخل القومي 133.534 مليار دولار، إيران 346.611 مليون دولار.

عدد الهواتف الثابتة 14.64 لكل مائة مواطن ،وفي إيران 33.83.

عدد أجهزة الكومبيوتر 3.92 لكل مائة مواطن، لكن في إيران 10.37.

عدد مستخدمي الإنترنت 16.65 ،وفي إيران 31.7 لكل مائة مواطن.

من خلال ذلك واضح لنا ان إيران أقل سكنا وأكثر دخلا وأكثر منا في إستخدام الكمبيوتر والهواتف والإنترنت، فهم يقدرون أهمية الإنترنت والإتصال في خلق حياة ديمقراطية.
وبهذا التقدم التكنولوجي الإتصالي تغلب الإيرانيين على الرقابة في بلدهم التي تشكل ثلاث مستويات، فالشعب الإيراني كان متوقع عمل رقابة مششدة بعد الإنتخابات الإيرانية في صيف 2009، ففكر الكثير منهم في صنع كل فرد سيرفر خاص به أي يصبح الكثير هم المتحكمون في إستخدام الإنترنت وليست الحكومة لأن تلك السيرفرات لا تظهر في قائمة المواقع الإلكترونية لدى الحكومة الإيرانية، فبعد ما حدث في إنتخابات إيران من أحداث شغب وقتل وتجمهر نقلت المدونات بل وأصبحت المصدر الرئيسي بإيران لنقل ما يحدث بها وتوزيعه على كل وكالات الأنباء وشبكات الأخبار.

في النهاية أقول أن نحن ليس لدينا قاعدة نعمل عليها وذلك هو سبب الخلل لدينا ولكن الإيرانيين وضعوا قاعدة عملوا على أساسها.

الجلسة الثالثة : "علاقة استخدام تقنيات الإعلام الجديد بالمعرفة والمشاركة السياسية"

متحدثي الجلسة :

د. رشا علام أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
معتز الفجيرى مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان
عصام شيحة عضو الهيئة العليا بحزب الوفد

محاور الجلسة :

- تأثير الإعلام الجديد على الممارسة الديمقراطية في مصر
- معوقات استخدام الإعلام الجديد في دعم الممارسة الديمقراطية

عصام شيحة : المشاركة الديمقراطية في تصوري هي مبدأ عام، بل هي عملية تشمل الأنشطة الإرادية التي يقوم بها المواطنون لإختيار الحاكم مثل قيام الأحزاب باستخدام وسائل الاتصال لإصلاح النظام الإنتخابي وذلك من خلال إعداد جداول خاصة بها،عمل إستطلاعات دورية للشباب وخلق حالة من الحوار الإجتماعية.

وأكد شيحة أن استخدام تقنيات الاتصال أثرت بشكل كبير جدا على الحركة السياسية وخاصة الإنتخابات.

معتز الفجيري : الإنترنت أحدث تفاعلات كثيرة بالتحديد منذ عام 2005 وهناك عدد كبير من الصحف تأخذ مواضيع هامة من بعض المدونات الشهيرة، فنحن كمنظمات حقوق إنسان تعاملنا مع تلللك المصادر "المدونات" كمصدر تفجير لأشهر قضايا التعذيب مثل قضية عماد الكبير.

ولكن في رأي الخاص أن الإنترنت لم يخلق مشاركة سياسية أو حركة جماهيرية مثل حركة 14 أذار بلبنان وإستخدام SMS في نشر تيارهم.